meret المدير العام
عدد المساهمات : 984 نقاط : 2873 تاريخ التسجيل : 25/05/2009
| موضوع: تأملات فى حياة يوسف الجمعة أغسطس 10, 2012 1:56 pm | |
| - أمانة يوسف فى روحياته:
- كان شعاره: "كَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ" (تك9:39). - "أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِى شَرّاً أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْراً لِكَىْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ" (تك 20:50). - هروبه من الخطية تاركاً ثوبه. (تك 12:39). - إهتمامه بخلاص نفسه. (تك 10:39). خوفه من الله "أَنَا خَائِفُ الله" (تك 18:42). - إحتماله ظلم أخوته، رغم ذهابه للأطمئنان عليهم. - إحتماله ظلم وإفتراء زوجة فوطيفار عليه. - أمانته دفعته أن يكون الرجل الثانى بعد فرعون الذى قال له: "فَبِدُونِكَ لاَ يَرْفَعُ إِنْسَانٌ يَدَهُ وَلاَ رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ" (تك 44:41). - فى تفسيره للأحلام وجَّه نظر الجميع إلى الله. فهو الذى يعطى وهو الذى يجاوب بسلامة فرعون. (تك 16:41). - رقة أحشاؤه "فَتَحَوَّلَ عَنْهُمْ وَبَكَى" (تك 24:42, تك 30:43, تك 2:45, تك 14:45). - لقد كان يوسف شاباً قوياُ فى روحياته، قوياً فى علاقته بالله، واضعاً نفسة أمام الله كل حين، قوياً فى إتكاله على الله. تاركاً حياته لله يقوده من موقف إلى موقف، وفى مكان إلى مكان حتى وصل به إلى الملك، فصار الرجل الثانى بعد فرعون، لأجل أمانته فى طهارته وعفته فى روحه وجسده ونفسه.
2- أمانة يوسف فى شريعة إلهه: عاش يوسف عارفاً شريعة إلهه. حافظاً للوصايا. عابداً الرب بقلب طاهر. متمسكاً بوعود الرب مع أبائه بقلب قوى. أمثلة لأمانته فى الشريعة : 1- تنفيذ الوصية (لا تزن) رغم الظروف المهيئة فى منزل فوطيفار وإلحاح زوجة فوطيفار مراراً وتكراراً. لكنه فى إصرار هرب فى كل الدائرة تاركاً ثوبه محتفظاً بطهارته وعفته محتملاً كل ما يأتى عليه حتى لو كان السجن. 2- تنفيذ وصية (لا تنتقموا لأنفسكم) عاش مسامحاً لأخوته غير مجازٍ عن شر بشر. بل أكرم أخوته وعالهم هم وبنوهم، ولم يعاملهم حسب أعمالهم وتصرفاتهم حين ألقوه فى الجب وباعوه للأسماعيليين.... (تك 22:45, تك 19:50). 3- عاش يوسف شريعة إلهه أميناً فى قلبه أينما ذهب، وهذه بعض المواقف: أ- فى بيت أبيه فى طهارة وطاعة وعفة. ب- مع أخوته فى إلقائه فى الجب. ج- فى عبوديته فى بيت فوطيفار. د- فى السجن مع رئيس السجن والمسجونين. هـ- فى تدبيره شئون مصر أيام المجاعه. و- مع إخوته بعد وفاة يعقوب أبيه.
3- أمانة يوسف على وزناته: عاش يوسف أميناً على وزناته تاجر فيها فربح لنفسة وللآخرين. - وزنة الفكر: حفظ فكره طاهراً مقدساً. استثمره فى تدبير حياة شعب مصر أيام المجاعة فى توفير القمح فى المخازن وبيعه للمصريين مرة بالفضة ومرة بالمواشى، ومرة بالأرض وهكذا تاجر فى وزنة الفكر لإحياء شعب بأثره. -وزنه الجسد: حفظ جسده طاهراً نقياً فى أمانة كاملة. أدى كل عمل يسند إليه فى كل مراحل حياته بأمانه تامة، وكان إنساناً مثالاً للعفة وطهارة الجسد. - وزنة الوقت: كان يوسف أميناً فى إستثمار وقته فى الإيجابيات، لم يضيع وقته فى كيف يجازى أخوته حسب شرهم، ولم يضيع وقته فى الدفاع عن نفسه فى قضية زوجة فوطيفار، ولم يضيع وقته فى السجن، بل كان يحوِّل كل الوقت لإتمام خطة الله فى حياته، وخدمة الآخرين ومحبته، لهم فى كل مراحل حياته. - وزنة السلوكيات: سلك يوسف بإستقامة قلب، وإيمان ثابت فى الله. وحفظ لوصاياه. غير متأثر بالأجواء المحيطة به سواء فى بيت فوطيفار. أو فى السجن أو فى مصر فى مملكة فرعون، هكذا عاش يوسف أميناً على وزناته متاجراً دائماً فى كل ظروف حياته، مهدفاً الحياة فى وضوح كامل. فباركه الرب وكان ناجحاً فى كل ما تمتد إليه يديه.
4- يوسف أمين فى أسرته: - طاعته لأبيه فى إرساله لافتقاد سلامة إخوته. (تك 13:37). - "أنا طالب إخوتى" شعار محبتة لإخوته. (تك 16:37). - محبته لأبيه " وَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَبَكَى عَلَى عُنُقِهِ زَمَاناً" (تك 29:46). - أعطى يوسف طعاماً لأبيه وأخوته وكل أولادهم فى المجاعة. (تك 12:47). - صفحه عن أخوته بعد موت أبيه، وعدم المجازاة عن شر بشر (تك 19:50). - محبته لأخوته حتى بعد وصوله الرجل الثانى فى مصر بعد فرعون "وَرَفَعَ حِصَصاً مِنْ قُدَّامِهِ إِلَيْهِمْ.وهم يأكلون" (تك 34:43). - كان انساناً باراً بأبيه، وهذا ماحدث حينما استضافه فى مصر وقدمه لفرعون، ولم يستحى - وهو فى مركز عالى أن يكون أباه وإخوته مجرد رعاة، إعالته لأبيه وأخوته طوال فترة المجاعة رغم مافعلوه به من شر وخيانه، فكان لايكافئ الشر بالشر، ولا ينتقم لنفسه (تك 22:45). - إحترامة لأبيه "وَسَجَدَ (يوسف) أَمَامَ وَجْهِهِ (أبيه) إِلَى الأَرْضِ" (تك 12:48). - طاعته لوصية أبيه ودفن جسده بعد موته فى مغارة حقل المكفيله (تك 13:50). - كان حساس المشاعر، فقد بكى تأثراً وحباً فى مواقف عديدة. - لم يدافع عن نفسه عندما ألقاه إخوته فى البئر، أو حين باعوه للأسماعيليين وأمام ظلم امرآة فوطيفار له، وترك الله يدافع عنه "الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ تَصْمُتُونَ" (خر14:14) مما سبق يتضح أن يوسف كانت علاقته بأسرته بالكبير والصغير علاقة محبة وصفح واحتمال وعطاء بلا حدود. غير ناظر إلى أفعالهم أو سلوكهم. لكنه نظر إلى الله الذى بيده حياته ومستقبله، لذلك أعطاه الرب نجاحاً فى كل ما تمتد إليه يديه.
5- يوسف أمين فى علاقاته: - علاقته بأخوته يفتقدهم. (تك 37). - علاقته بفوطيفار وخدمته الأمنية فى بيته (تك 3:39). - علاقته الأمينة مع زوجة فوطيفار (رغم عدم إستقامتها). - علاقته الأمينة مع رئيس السجن وكل المسجونين (تك 22:39). - علاقته الأمينة القوية مع رئيس السقاه، ورئيس الخبازين فى السجن، والاهتمام بهم والسؤال عنهم "لِمَاذَا وَجْهَاكُمَا مُكْمَدَّانِ الْيَوْمَ؟" (تك 7:40). - علاقته الأمينه بفرعون وكل من حوله حتى جعله الرجل الثانى فى كل أرض مصر. هكذا يتضح مما سبق أن يوسف كانت علاقاته بالآخر مهما كان هذا الآخر من جنسه أو غريب الجنس، صغيراً أم كبيراً، عبداً أم حراً، فى بيت أبيه أو فى العبودية أو فى السجن أو هو الرجل الثانى بعد فرعون فى مصر. كلها علاقات أمينة ومودة ومحبة وإحتمال، معطيا لنا مثالاً كيف يكون الإنسان الذى يعرف الله فى علاقاته بالآخرين.
- فوائد روحية من حياة يوسف الصديق: - حياة الإنسان هى فى يد الله، وليست فى يد الناس، فلا يهمنا ما يدبره الناس لنا من شرور، وإنما ما يريده الله لنا. - لا تتعبنا البداية المؤلمة، المهم هو النهاية السعيدة "نِهَايَةُ أَمْرٍ خَيْرٌ مِنْ بَدَايَتِهِ" (جا 8:7
- ما حدث ليوسف كان بركة له وتأديباً لأبيه وإخوته.. فالرب لم يمنع عنه التجارب، وإنما كان معه فيها.. لم يخرجه منها وإنما حفظه داخلها "وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلاً نَاجِحا نيافة الانبا رافائيل
| |
|