إختار لى الكلية المناسبة :

عندما كنت طالباً بالثانوية العامة عام 1991 (شعبة رياضيات) حصلت على مجموع كبير وكان أمامى كافة الكليات فى هذا المجال (هندسة – كمبيوتر - .......) وكان لابد من أخذ رأى سيدنا وحبيبنا القديس الانبا مينا وأتذكر كان هذا فى أغسطس 1991 فذهبت الى نيافته فى المطرانية وانتظرته حيث كان نيافته يزور كنيسة السيدة العذراء مريم بقرية الجادلات التابعة للإيبارشية – وعندما حضر نيافته وبالرغم من انه كان مرعق من المشوار إلا أننى تجرأت وطلبت من نيافته أن يختار لى الكلية التى أكتبها فى رغباتى اولاً ، فإبتسم سيدنا وبالرغم من تعبه وبالرغم من صغر سنى إلا أنه جلس معى فى المكتب فنيافته محب ومتواضع ولا يمكن أن أفيه حقه بأى كلام – وسرت لنيافته سائر الكليات المعاهد حتى المتوسط منها وكان سيدنا مبتسماً وطلبت من نيافته أن يحدد لى الكلية فقال نيافته : هى كلية التربية بتطلع إيه ؟ فقلت لنيافته وبجهل : يعنى هتطلع ايه يا سيدنا وزير هتطلع مدرس فضحك سيدنا كثيراً وقال لى : ما أنا عارف ثم قال لى : مدرس إيه يا ابنى ؟ فقلت لنيافته مدرس رياضيات يا سيدنا لأنى شعبة رياضيات . فقال لى : "هى دى يا إبنى وربنا سيكرمك فيها" وقلت لنيافته حاضر يا سيدنا وشكرته وفعلاً كتبتها وتصادف فى نفس اليوم أحد الأصدقاء كان فى طريقه إلى دير للراهبات فطلبت منه أن يسأل الأم الراهبة وهى قديسة أيضاً أى كلية أدخل ؟ وعندما ذهب هذا الصديق للأم الراهبة وطلب منها هذا الطلب قالت له : هو إسمه إيه ؟ فقال صديقي اسمه أسامة (ولم يذكر لها باقى الاسم أو حتى المجموع أو الشعبة أو أى معلومات عنى) وعلى الفور أجابت وبسرعة : "هو خلاص يا ابنى قــُبل فى كلية التربية قسم رياضيات" .

وعندما اتصلت بصديقي كى أعرف اجابة الأم الراهبة فاجأنى بقوله : هل انت خلاص قبلت فى كلية التربية رياضيات (ولم أكن قد تقدمت باوراقى الى مكتب التنسيق ...... !!! )

وأيقنت أن نيافة الأنبا مينا والأم الراهبة من السواح وقد إلتقى تفكيرهما مـعـاً فى أن مستقبلى بتلك الكلية وهذا التخصص وأن الام الراهبة بتلك الشفافية علمت ان كلام سيدنا الأنبا مينا اعتمدته السماء . حالياً أنا مدرس رياضيات ناجح ولى أكثر من خمسة عشر سنة . أشكر الله وقديسيه العظماء الانبا مينا وأمنا الراهبة ..
منقول