حياة القداســـة
للقـديس الأنبا انطـــونيوس الكبير
+ إنى أرى أن نعمة الروح القدس على أتم أستعداد لكى تملأ أولئك الذين هم عازمون منذ البداية أن يكونوا ثابتين فى محاربتهم للعدو ( الشيطان ) غير مستسلمين فى أى أمر من الأمور
+ عندما تنام على سريرك , تذكر بركات الله , وعنايتة بك , وأشكرة على هذا , فاذ تمتلئ بهذة الافكار تفرح فى الروح وعندئذ يكون نوم جسدك فية سمو لنفسك , واغلاق عينيك بمثابة معرفة حقيقية الله , وصمتك وأنت مشحون بمشاعر صالحة هو تمجيد لله القدير من كل القلب وكل القوة , مقدما الله تسبيحاً يرتفع إلى إلى الآعالى لانة عندما لايوجد شر فى الإنسان , فان الشكر وحدة يرضى الله أكثر من تقدمات ثمينة , هذا الذى لة المجد الى دهر الدهور امين
+ ما هو مائت ثانوى بالنسبة لغير المائت , ويخدمة , بمعنى أن المادة ( الجسد المادى ) يخدم الانسان وذلك بفضل تحت الله الخالق وصلاح جوهرة ( إذ أعطى أن يخدم الجسد النفس )
+ من يفهم ما هو الجسد , أى أنة قابل للفساد وقصير الآجل , يفهم أيضا أن النفس سمائية وخالدة , وأنها نسمة من الله , ومرتبطة بالجسد ألى أن تتقدم وتسمو نحو التشبه بالله ولانسان الذى يفهم النفس فهما سليماً , يسلك فى حياة مستقيمة ترضى الله ويحذر من الجسد ولا يتهاون معة كذلك بلذهن فى الله , يرى البركات الابدية عقليا ( روحيا ) , هذة التى يهبها الله للنفس
+ كما أن الانسان يخرج من بطن أمة عريانا , هكذا أيضاً تخرج النفس من الجسد , تخرج بعض النفوس نقية ومتلألئة , وأخرى ملطخة ومتدهورة وثالثة مدنسة بخطايا كثيرة لهذا فان النفس العاقلة المحبة لله , إذ تذكر التجارب والشدائد المنتظرة بعد الموت , وتتأمل فيها , فانها تعيش فى بر حتى لا تدان , ولا تخضع لهذة الشدائد أما غير المؤمنين فليس لهم مثل هذة المشاعر , إذ يرتكبون الخطايا مستهينين بما ينتظرهم
+ يكتسب الانسان الصلاح من الله , اذ هو صالح أما الشر فيخضع له من داخله , إذ فية الشر والشهوة وعدم الحساسية
+ يحصل بعض رواد الفنادق على اسرة , بينما لا يجد البعض أسرة فيتمددون أرضا ً وينامون بسلام تماما كالذين ينامون على الأسرة وفى الصباح , إذ يعبر الليل يقوم الكل ويغادرون الفندق حاملاكل منهم امتعتة هكذا أيضا الذين يسلكون فى هذة الحياة فسيترك الجميع هذة الحياة كمن يتركون فندقاً سواء كانو يعيشون فى حياة وضيعة أو كان لهم ثروة وشهرة فالكل لايحمل معه المتع الارضية والغنى , بل يأ خذ معة ماصنعه فى هذه الحياة خيرا كان فى أو شراً
+ الذين لايقنعون بالكفاف بل يطلبون المزيد ( بشهوة ) , يستعبدون أنفسهم للشهوات التى تقلق النفس وتدخل فيها كل الافكار الرديئة والهواجس , أى كل ما هو شرير , مع أنة يلزمنا أن نحصل على أشياء صالحة جديدة وكما أن الثياب المغالى فى طولها تعوق المسافرين عن السير , هكذا الرغبة المغالى فيها نحو المقتنيات تعوق النفس عن أن تجاهد وتخلص
+ يستحيل عليك أن تصير صالحاً أو حكيما فى لحظة , أنما تحتاج الى المذاكرة والحرص والتمرين والتدريب والجهاد الطويل (وفوق الكل ) الرغبة القوية نحو الخير الانسان الصالح المحب لله والذى يعرف الله بحق , لايهدا قط عن أن يصنع بدون استثناء كل الاومور التى ترضى الله ولكن مثل هؤلاء يندر أن نلتقى بهم
+ الذين يدركون تماماً أن عملهم كله يجب أن يهدف نحو الوصول الى الحياة الصالحة , ومع ذلك يلهون بالبركات الذمنية , هؤلاء أشبههم بأناس يطلبون العلاج والدواء لكنهم لايعرفون استخدامة , ولا يضطربون لأجل (جهلهم استخدامة) لذلك ليتنا لانعتذر عن خطايانا التى نرتكبها بحجة ظروف البئة أوبنسبها الى انسان اخر , بل نلوم على أنفسنا لانه أن كانت نفوسنا تستسلم عن طيب خاطر للكسل فانها لاتقدر أن تهرب من الهذيمة
+ كما أن الربابنة (مديرى الدفة ) وسائقى المركبات يكتسبون خبرة فى عملهم بالتميز (الحكمة فى التصرف) والجهاد المتواصل , هكذا أيضا يجب على طالبى الحياة الفاضلة حقا أن يستخدموا التمييز بيقظة ويحرصوا على أن يعيشوا كما يليق وكما هو مقبول لدى الله لأن الانسان الذى يرغب فى هذة الحياة الفاضلة ويؤمن أنة يستطيع تحقيق رغبتة , فانة ينال بالإيمان عدم الفساد (الحياة النقية)
+ + +
+ الانسان العاقل عندما يفحص نفسة , يرى ما يجب علية أن يفعلة وما هو نافع له وما هو قريب لنفسة ويقودها إلى الخلاص , كما يرى ما هو غريب عن النفس ويقودها إلى الهلاك , وبهذا يتجنب ما يؤذى النفس باعتبارة شيئاً غريباً عنها
+ يدعى الناس عادة (عقلاء) نتيجة استخدام خاطىء لهذة الكلمة (عقلاء ) فالعقلاء ليسوا هم الذين يدرسون أقوال الاباء الحكماء الأولين وكتاباتهم , بل العقلاء هم من كانت نفوسهم عاقله , تقدر ان تميز بين ما هو خير وما هو شر . فيجتنبون ما هو شر ومضر للنفس , ويحرصون بحكمة على ما هو خير ونافع للنفس ويمارسونة بشكر عظيم لله هؤلاء وحدهم هم بحق الزين يجب أن ندعوهم (عقلاء)
+