ذهبت لأنام ، وترددت هل أصلي " أبانا الذي " أم أنام على طول ، فأنا مجهد جدا .
و قررت أن أحاول أن أصلي و ابتدأت أقول " أبانا الذي........ "
كلا ...... كلا لم أعد أحتمل ، أنا تعبت أوي ، سأصاب بالخرس " تلفت حولي لأرى من أين أتى هذا الصوت الغريب ،
و تأكدت أنني لوحدي في الغرفة و فجأة أدركت من أين أتى هذا الصوت ،
إنه من لساني ، نعم لساني هو الذي يكلمني و يقول لي :
" لم أعد أحتملك ، كيف تصلي بي أنا اللسان ،
ومنذ دقائق كنت تشتم أخوك الصغير بسبب لعبة تافهة مثل fifa 2009 ،
كيف تصلي باللسان الذي منذ دقائق كنت تدين به أحد زملائك لأنك رأيته يقف في حوش الكنيسة مع بنت ،
كيف تصلي باللسان الذي كذبت به على أبيك و قلت له : إنك تأخرت لأنك كنت في الكنيسة مع أنك كنت على القهوة بتشرب التفاحة.
ألا تعرف إن كل كلمة ينطق بها الإنسان يعطى عنها حسابا يوم الدين.
حاولت أن أرد عليه و لكن قبل أن أتكلم ، سمعت صوت آخر ،
لا لم أعد احتمل ، لا لم أعد أحتمل ، سأصاب بالمية البيضاء ، أنا تعبت أوي ،
وكان صوت عيني ، عايزة إيه يا عيني أنت كمان ؟ قلتها غاضبا.
فقالت لي :
لم أعد أحتمل أن أعيش معك ، فلقد تعبت جدا من المناظر الغير طاهرة التي تتسلي برؤيتها في الشارع أو التليفزيون أو الدش أو الإنترنت.
لقد سأمت كل هذا ، ألا تعرف إن من نظر لامرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه.
"أنا أيضا لم أعد أحتمل كل هذا ، سأصاب بالطرش " .....
مين الظريف ده كمان ؟ هي ناقصة ولا أيه ؟
أنا أذنيك اللتين أرهقتا من سماع النكت البذيئة التي تسمعها من شلة الأنس على القهاوى ،
أنا تعبت أوى ، تعبت أوي منك ،
ألا تعرف إن حاسة السمع هذه وزنة من ربنا وأنت تسيء استعمالها ،
فبدلا من سماع التسبحة و القداسات والتراتيل ،
فأنت تسمع الأغاني الهابطة، أنا تعبت أوي.
" كفاية ..... حرام ..... " أنت مين أنت كمان ،
أنا قلبك ، قلبك الممتلئ بالشهوات و الأحقاد ،
قلبك الذي كاد أن يصاب بأزمة قلبية أو بذبحة صدرية أو بضيق في الشريان التاجي ،
ألا تعرف إنه من فضله القلب يتكلم اللسان
" أنا تعبت ، فعلا تعبت منك ، أنا مخك الذي سيصاب بالزهايمر ( فقدان الذاكرة )
فأنت أفكارك ملوثة بطريقة بشعة ،
إن الله يستر عليك فلا يكشف أفكارك ،
تخيل لو حد عرف أفكارك ، ماذا سيكون موقفك ؟
" أما أنا فقد زهقت منك و من عنادك ، فأنا رجليك اللتان ستصابان بالشلل قريبا جدا إن شاء الله ،
فأنت تذهب لكل مكان لا يليق ، تذهب للسينما و للمسرح و للقهوة و لحفلات الـ D. J.
الموضة الجديدة دلوقتي
و لكن عمرك ما حاولت تروح قداس أو عشية أو تسبحة ،
حتى الكنيسة تروح للحوش تعاكس اللي رايح واللي جاي.
" أنا تعبت ، أنا تعبت "
مين ده كمان ، يا إلهي ، ده أنا ، نعم أنا ،
فعلا أعضاء جسمي لها حق في الشكوى مني ،
فقد تعبت من الخطية و مازالت مصمم على فعل الخطية ،
لماذا لا أعرف ! هل هو عناد؟ أم ملل؟ أم عدم قدرة على ترك الخطية؟ أم عدم رغبة في تركها؟ أم عدم شبع ؟
بل هو كل هذا ، نعم كل هذا.
ساعدني يا إلهي ، ساعدني على ترك الخطية ،
فأنا تعبت ، أنا و لساني وعيني وأذني وقلبي ومخي ورجلي
ساعدني ،
كم حاولت وفشلت ، ولكني لن أيأس ، بنعمتك أنتصر ، بقوتك أقاوم ، ساعدني يارب ، ساعدني يا ...
" اصحي بقي ، عايزين نلعب مع بعض ، حتلعب بالكمبيوتر ولا تلعب كوتشينة "
و كان صوت أخي ، فقلت له :
الساعة كام دلوقتي ؟
فقال لي :
2 صباحا
فقلت له :
كلا سأصلي صلاة نصف الليل ،
فنظر لي نظرة فيها ذهول واستغراب ودهشة :
بتقول إيه .
فقلت له :
تيجي تصلي معايا ، فقال لي ( بعد 10 دقائق كان يحاول أن يعرف ما معنى الذي أقوله ): حاضر
حقا ...... ؟
أستطيع الان أن أقـــــول
"شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 57)
أميــــــن