meret المدير العام
عدد المساهمات : 984 نقاط : 2873 تاريخ التسجيل : 25/05/2009
| موضوع: سر الإفخارستيا الثلاثاء أبريل 03, 2012 8:55 am | |
| <P dir=rtl id=yui_3_2_0_1_13334634531876383> ”الإفخارستيا“ (ومعناها الحرفي: ”الشكر“)، هو السرُّ الذي فيه تصير تقدمة الخبز والخمر، بحلول الروح القدس، الجسد الحقيقي والدم الحقيقي لربنا يسوع المسيح، ويتناول المؤمنون منهما من أجل غفران الخطايا والاتحاد والثبات في المسيح ونوال الحياة الأبدية. <P dir=rtl> <P dir=rtl> وهكذا فيُعبِّر هذا السر عن لحظتين هامتين: <P dir=rtl> 1 - صيرورة الخبز والخمر، بطريقة سرِّية mystical، جسد ودم الرب؛ <P dir=rtl> 2 - اشتراك المؤمنين في هذه العطايا المقدسة. <P dir=rtl> لذلك يُسمَّى هذا السر أيضاً ”سر الشركة“، و”سر جسد الرب ودمه“، و”سر الخبز السماوي وكأس الحياة“، و”كأس البركة“، و”كأس الخلاص“. كما يُسمَّى ”الأسرار المقدسة والإلهية“، و”الذبيحة غير الدموية“، و”سر الأسرار“؛ إذ هو أعظم الأسرار المسيحية. <P dir=rtl> الكلمات التي فاه بها المخلِّص قبل تأسيس السرِّ يوم خميس العهد: <P dir=rtl>قبل أول ممارسة لهذا السر بواسطة رب المجد ليلة العشاء السرِّي مع تلاميذه، سبق وأن وعد الرب به في أحاديثه عن ”خبز الحياة“ في معجزة إشباع الخمسة الآلاف رجل بالخمس الخبزات. فقد علَّمهم الرب قائلاً: «هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت... إنْ أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد (وقد حدَّد الرب ماهية هذا الخبز). والخبز الذي أنا أُعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم» (يو 6: 51،50). <P dir=rtl> وقد فهم اليهود كلمات المسيح بطريقة بشرية، فبدأوا يقولون بعضهم لبعض: «فخاصم اليهود بعضهم بعضاً قائلين: ”كيف يقدر هذا أن يُعطينا جسده لنأكل“» (يو 6: 52). ولم يَقُل المسيح لليهود إنهم فهموه بطريقة غير صحيحة، بل بمنتهى القوة والوضوح أكمل حديثه بنفس الكلمات الحاملة المعاني السرِّية قائلاً لهم: «الحق الحق أقول لكم: إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم. مَن يأكل جسدي ويشرب دمي، فله حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير. لأن جسدي مأكلٌ حقٌّ ودمي مَشْربٌ حقٌّ. مَن يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه» (يو 6: 53-56). <P dir=rtl> كما أن تلاميذه فهموا أيضاً كلمات المسيح بطريقة بشرية: «فقال كثيرون من تلاميذه إذ سمعوا: إن هذا الكلام صعب، مَن يقدر أن يسمعه» (يو 6: 60). أما المخلِّص فلكي يشرح لهم ويُقنعهم بإمكانية هذا الأكل المعجزي، أشار إلى معجزة أخرى قادمة، وهي معجزة صعوده المزمع إلى السماء، فقال لهم: «أهذا يُعثركم. فإن رأيتم ابن الإنسان صاعداً إلى حيث كان أولاً، الروح هو الذي يُحيي، أما الجسد فلا يفيد شيئاً. الكلام الذي أُكلِّمكم به هو روح وحياة» (يو 6: 61-63). بل وتنبَّأ عن عدم إيمان البعض: «ولكن منكم قوم لا يؤمنون» (آية 64). <P dir=rtl> ووضع الرب قانون تبعية المسيح أنه عطية من الآب وليس من فَهْم أو من اقتناع عقول البشر: «لا يقدر أحد أن يأتي إليَّ إن لم يُعطَ من أبي» (آية 65). وبهذا القول ”لا يؤمنون“، قطع الرب بعدم إمكانية فهم سر الإفخارستيا بأي معنى رمزي أو مجازي، وأن كلماته لا يمكن فهمها إلاَّ بالإيمان وليس بالتساؤلات: كيف يمكن أن يأكل المؤمنون جسد الرب ودمه؟ حيث إن الرب يؤكِّد على أنه يتكلَّم عن جسده الحقيقي. <P dir=rtl> أما كلمات الرب عن جسده ودمه أنها «روح وحياة» (آية 63) فهي تعني: <P dir=rtl> أولاً: إن مَن يشترك في تناول جسد الرب ودمه سوف ينال الحياة الأبدية وسوف يُقيمه الرب إلى ملكوت مجده في اليوم الأخير. <P dir=rtl> ثانياً: إن مَن يشترك في تناولهما سوف يدخل إلى الشركة الوثيقة مع المسيح «يثبت فيَّ وأنا فيه» (آية 56). <P dir=rtl> وثالثاً: إن كلمات الرب عن الحياة تتكلَّم لا عن الحياة في الجسد، بل عن الحياة في الروح، فهو «الخبز النازل من السماء» و”كأس الحياة“، حسب قول الكتاب: «ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب» (مز 34: . فالشركة في جسد الرب ودمه تُشبع لا الجسد، كما حدث في إشباع بني إسرائيل بالمنِّ في العهد القديم (يو 6: 49)، بل تُشبع حياة الإنسان إلى الحياة الأبدية التي لا موت فيها. <P dir=rtl> تأسيس السرِّ، وممارسته في زمن الرسل: <P dir=rtl>بينما انفرد إنجيل يوحنا بذِكْر كلمات الرب عن سرِّ الإفخارستيا قبل تأسيسه؛ فإن الأناجيل الثلاثة: متى ومرقس ولوقا، ذكرت تأسيس السر كما ذكرها أيضاً القديس بولس الرسول. <P dir=rtl> في إنجيل القديس متى: <P dir=rtl>ففي إنجيل القديس متى - الأصحاح 26، ورد: <P dir=rtl> + «وفيما هم يأكلون، أخذ يسوع الخبز، وبارك، وكسَّر، وأعطى التلاميذ وقال: ”خذوا كلُّوا، هذا هو جسدي“. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً: ”اشربوا منها كلكم، لأن هذا دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا“» (مت 26: 26-28). <P dir=rtl> وفي إنجيل القديس مرقس: <P dir=rtl>وقد وردت نفس الكلمات السابقة في إنجيل القديس مرقس (14: 22-24). <P dir=rtl> وفي إنجيل القديس لوقا: <P dir=rtl>نقرأ في الأصحاح الثاني والعشرين: <P dir=rtl> + «وأخذ خبزاً، وشكر، وكسر، وأعطاهم قائلاً: ”هذا هو جسدي الذي يُبذل عنكم. اصنعوا هذا لذكري“. وكذلك الكأس أيضاً بعد العشاء قائلاً: ”هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم“» (لو 22: 20،19). <P dir=rtl> وفي إنجيل القديس يوحنا: <P dir=rtl>ذكر القديس يوحنا تأسيس السرِّ، ليس بالتفصيل كما في الأناجيل الثلاثة بل عَرَضاً، وهو يتكلَّم عن خيانة التلميذ الذي سيغمس المسيح اللقمة ويُعطيه. <P dir=rtl> وفي رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس: <P dir=rtl>حيث يذكر القديس بولس نفس كلمات القديس لوقا. ففي الأصحاح الحادي عشر من رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس يقول: <P dir=rtl> + «لأنني تسلَّمتُ من الرب ما سلَّمتكم أيضاً أن الرب يسوع في الليلة التي أُسْلِمَ فيها، أخذ خبزاً، وشكر، فكسر، وقال: ”خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذِكْري“. كذلك الكأس أيضاً بعدما تعشَّوْا قائلاً: ”هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكْري“» (1كو 11: 24،23). <P dir=rtl> إن كلمات المخلِّص في العشاء السرِّي: ”هذا هو جسدي المكسور لأجلكم... هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا“؛ هذه الكلمات واضحة كل الوضوح وحاسمة، ولا يُفهَم منها إلاَّ المعنى المباشر الواضح أنه أعطى لتلاميذه الجسد الحقيقي والدم الحقيقي اللذين للمسيح له المجد. وهذا كان تحقيقاً وإيفاءً لوعد المسيح في الأصحاح السادس من إنجيل يوحنا عن أكل جسد ودم ابن الإنسان. <P dir=rtl> ”اصنعوا هذا لذكري“: <P dir=rtl>وحينما ناول المسيح جسده ودمه الحقيقيَّيْن لتلاميذه، أوصاهم: «اصنعوا هذا لذكري». هذه الذبيحة لابد أن تُمارَس إلى أن يجيء الرب كما في رسالة القديس بولس إلى أهل كورنثوس الأولى (11: 26،25)، أي إلى المجيء الثاني للرب. <P dir=rtl> وهذا ما يُفهم أيضاً من كلمات المخلِّص في الأصحاح السادس من إنجيل يوحنا: «إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه، فليس لكم حياة فيكم». <P dir=rtl> وهكذا كان يُمارَس سرُّ الإفخارستيا في زمن الرسل في كنيسة المسيح، كما نقرأ في سفر الأعمال: <P dir=rtl> + «وكانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات» (2: 42). <P dir=rtl> + «وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة، وإذ هم يكسرون الخبز» (2: 46). <P dir=rtl> + «وفي أول الأسبوع (الأحد)، إذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزاً...» (20: 7). <P dir=rtl> أما في رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس - الأصحاحان العاشر والحادي عشر، فنقرأ: <P dir=rtl> + «كأس البركة التي نُباركها، أليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح؟ فإننا نحن الكثيرين خبز واحد، جسد واحد، لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد» (1كو 10: 17،16). <P dir=rtl> + «فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس، تُخبرون بموت الرب إلى أن يجيء. إذاً، أيُّ مَن أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق، يكون مُجرماً في جسد الرب ودمه. ولكن ليمتحن الإنسان نفسه، وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس، لأن الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق، يأكل ويشرب دينونة لنفسه، غير مميِّز جسد الرب. من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى، وكثيرون يرقدون» (1كو 11: 26-30). <P dir=rtl> وفي هذا النص السابق يُعلِّمنا الرسول بولس بأي خشوع وتقوى واحترام لجسد الرب ودمه، وبأي استعداد بفحص النفس، يجب على المؤمن أن يتقرَّب من سرِّ الإفخارستيا؛ موضِّحاً أن هذا ليس أكلاً وشرباً عاديين، بل هو نوال جسد حقيقي ودم حقيقي لربنا يسوع المسيح. <P dir=rtl> وإذ يتحد المؤمنون بالمسيح في سرِّ الإفخارستيا، فإنهم بالتالي يتحدون بعضهم بالبعض أيضاً: + «فإننا نحن الكثيرين خبزٌ واحدٌ، جسدٌ واحد، لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد» (1كو 10: 17). | |
|