احد كان بعيد عن ربنا ومش راضى يرتبط بزوجة علشان مايبقاش مقيد ويمشى على كيفه .هو كان موظف فى وظيفة كبيرة وكان غنى جداً ، فكان يصرف ببذخ على شهواته وفى الخطية ..فى مرة كان ماشى فى الشارع فى مصر القديمة ، فلقى عربيات وناس كتيرة بتدخل الدير عندنا ، فسأل :" إيه المكان ده ؟ فقالوا له : دا دير راهبات ." فقال :" ادخل زى كل الناس دول ، أشوف بيعملوا إيه ."فدخل بدافع حب الإستطلاع ، مش علشان يصلى ولا ياخد بركة ولا حاجة ، فلقى راهبات وناس بتاخد بركة .. وتقابل مع أمنا أغابى ( تنيحت عام 1991 م ) فقال لها :
" أنا لا بأروح كنيسة ولا دير ، لكن إنتم بتعملوا إيه هنا ؟ فقعدت تتكلم معاه ، فقال لها :" أنا مستغرب جداً إنكم ازاى تركتم العالم .. ومين أبو سيفين ده ؟.
حكت له امنا أغابى حكايته ، فقال لها :" طيب إزاى شاب صغير ويستشهد ؟! عرفتنى أمنا أغابى به ..وبقى كل يوم يعدى على الدير يدخل ويمشى ، وفى يوم قعدت معاه ، فحكى لى عن كل حياته .. طبعاً بعيد كل البعد عن ربنا وعن وصايا كتير ، فبدأت أكلمه عن محبة ربنا والأبدية ، فالشاب ده إتأثر قوى وقعد يبكى بدموع غزيرة وقال لى :" طيب هو انا لى توبة ؟
فقلت له : " دى السما بتفرح بالتائب والخروف الضال .. " وجبت له أمثلة عن التوبة ..فقال : " طيب أعمل ايه ؟ " فاخترت له أب كاهن فراح له واعترف وتاب توبة من كل قلبه .. وبقى يجى كل يوم للصلاة فقط يدخل ويقول : افتحوا لى الكنيسة .فقلت للراهبات : معلش ما تقيدهوش بمواعيد زيارة ، منين ما يجى افتحوا له الكنيسة يصلى ."
ففعلاً كان كل يوم يجى ويصلى وكل فلوسه بقت للفقراء .. بعد كده فى يوم من الأيام راح كنيسة العدرا الزيتون وقعد على كرسى قدام باب الكنيسة ، فبص لقى واحد داخل لابس جلابية بيضا وماسك شمعدانين كبار ووشه مضئ جداً وفيه رهبة وهيبة عجيبة قوى لدرجة إن جسمه قشعر من مهابة الشخص ده مع إحساس بفرح عجيب .. فراح مشى وراه ، وبعدين اتجرأ وسأله :" حضرتك بتشتغل إيه واسمك إيه ؟
فقال له :" أنا بأشتغل فى العالم كله .."
سأله :" يعنى إيه بتشتغل فى العالم كله ؟
قال له : " أنا بأخدم العالم كله .." فقال له : " طيب اسمك إيه ؟
فقال له : " اسمى شمس البر .."
فالشاب مش عارف مين شمس البر لأنه لسه ما اتعمقش فى المعرفة الروحية ..فشافه دخل المذبح ، فراح دخل وراه من كتر ما انجذب له ، لكن لما دخل ، لقاه اختفى ومش موجود !!..
فجه قال لى :" أنا شفت منظر عجيب ومن ساعتها أنا فرحان وفى الوقت نفسه مذهول ، دا إيه ؟! .
فقلت له : شمس البر هو ربنا نفسه ، فهو فرحان بك وبيقول أنا بخدم العالم كله .. يعنى بيخدم كل الناس وبيستجيب لصلواتهم ويشوف إيه إللى يريحهم ويشفيهم ، بس إحنا نبتدى وهو بيشدنا .."
فقال :" معقول أنا الخاطى الغلبان يظهر لى رب المجد ؟!.."
المهم قعد الموضوع ده شاغله قوى .." هو فعلاً رب المجد بس انا خاطى غلبان !! ففى يوم نام وحلم إنه بيصلى قدام صورة الست العدرا ، فاتجسمت وابتسمت وقالت له :" إنت ليه مش مصدق إن إلهى وابنى الحبيب هو إللى ظهر لك ؟ ليه مش قادر تصدق ؟ "
فقا لها : خلاص يا ست ياعدرا صدقت ..وندم على كل السنين إللى عاشها بعيد عن ربنا ، وقضى بقية حياته معاه .. وبعدين لما جه يتنيح ، كل أقاربه وأصحابه وإللى حواليه شافوا وشه أضاء وابتسم كأنه شايف حاجة حلوة حلوة قوى .. طبعاً طالما تاب وبقى مع ربنا بيجوا القديسين والملايكة وياخدوا نفس البار بزفة كبيرة ..
فمعجزات التوبة دى من عند ربنا ..ربنا دايماً يحب يجيبنا بحنية لكن لو قلبنا كان قاسى بيعمل إيه ؟ ساعات يجيبنا بالشدة ، ولو ما استجبناش يعمل إيه ؟.. ما إحنا علينا جزء لازم نعمله ، لازم ندور على ربنا ونفتش عليه ونشوف إيه إللى يرضيه ونعمله .
الواحد علشان يعرف إنه بيحب ربنا ولا لأ ..يسمع كلامه .. ينفذ كل تعاليمه ..يعمل بكل وصاياه ..ربنا يبقى مالى كل حياتى وهو سبب فرحى وتعزيتى وهو إللى بيرشدنى ..وفى كل ضيقى ألجأ إليه ..وفى كل فرحى ألجأ إليه وأشكره وأسبحه وأحب كل إخواتى وكل الناس
موضوع: قصه اعجبتني