مريم ومرثا تبعثان إليك رسالة من أجل أخيهما:
هوذا الذي تحبه مريض!
ها اخوتي المجاهدون يطلبون عني أمامك.
واخوتي الراحلون في الفردوس يشفعون أمام عرشك.
من يقدر أن يقيمني من مرضي سواك يا طبيب النفوس والأجساد!
دبّ المرض في كل كياني،
احتلّ فكري وقلبي وكل حواسي.
واحتلّ الفساد داخلي.
من ينقذني من هذا الجسد الفاسد إلا أنت يا أيها القيامة!
لتنطلق يا أيها السماوي إلى قبري!
فقد سببتُ انزعاجًا حتى لنفسك!
فإني موضوع حبك!
لتصرخ بصوتك الإلهي مناديًا اسمي،
ولتقل: "هلمّ خارجًا".
عبورك إلى قبري وهبني القيامة بعد الموت،
لا يكون للموت وجود في حضرة القيامة!
اعترف بخطيتي، وأتمتع بالحلّ الرسولي حسب وعدك:
ما حللتموه على الأرض يكون محلولاً في السماء!
بك أتمتع بالحياة المُقامة المتهللة!
نعم، رددت لي بهجة خلاصك.
وتحوّل المأتم إلى عيدٍ لا ينقطع!
أختاي على الأرض وفي الفردوس تمجدانك،
أنت مخلص النفوس من فساد الموت!
ليس لي ما انطق به،
صارت حياتي الجديدة شهادة حيّة لأعمالك الفائقة.
ليؤمن الكثيرون بك،
إذ يروك متجليًّا في ضعفي!
وليثر عدو الخير وجنوده،
فإنه لا يحتمل نور القيامة فيّ!
أخيرًا اسمح لي أن أعبر معك على القبور،
لتنادي كل شخص باسمه،
ما أعذب صوتك لي، وأنت تصرخ:
"هلمّ خارجًا!
يا له من محفلٍ ممتعٍ،
إذ تخرج النفوس من قبورها مشرقة ببهائكّ
عِوض الفساد تتمتع بشركة طبيعتك الإلهية!
فيتحوّل الكثيرون إلى عروس سماوية،
مهيأة ومعدة للعرس الأبدي غير المنقطع!
القمص تادرس يعقوب ملطي