في إحدى قرى الصعيد لاحظ إسكندر أن ابنه الصبي الصغير مكتئب على الدوام. أخذه في حضنه وبدأ يستدرجه في الحديث، فأدرك أنه محطم نفسيًا بسبب شعوره بالفشل.
قال الابن لأبيه: "لا أعرف لماذا خلقني الله أنا أصغر اخوتي، ضعيف البنية، وقليل المواهب، يستخف الكل بكلماتي، لا لزوم لي في هذه الحياة" ، في الصباح أخذ إسكندر ابنه إلى الحقل وسأله أن يسقي معه الزرع، وكان يلاطفه طوال الوقت. وفي الظهيرة إذ اشتد به الحر أخذه تحت ظل شجرة ضخمة، هناك توجد "زير" مملوء ماءً نقيًا. شرب الاثنان منها، ثم قال إسكندر لابنه: تطلع إلى الزير الضخم المملوء ماءً، فإنه متكئ على الحامل، وقد وضع بينه وبين الحامل نواة صغيرة للبلح، بدونها يسقط الزير وينكسر، لهذا قيل المثل المشهور: "نواة تسند الزير" ، أحيانًا نكون كنواة بلا قيمة، لكن بدونها تنكسر "الزير" ولا نجد هذا الماء النقي البارد وسط الحر الشديد! لا تستخف يا ابني بنفسك، حتى وإن كنت مثل النواة.
: "الله قادر أن يخلص بالقليل كما بالكثير".
إني أعلم إني قليل جدًا،
أسلمك حياتي ومواهبي وإمكانياتي.
أنت تعمل بي يا من لا تحتقر الأصاغر!
أنت تخلص بالقليل كما بالكثير!
صلوا من اجلي ميرت[center]