meret المدير العام
عدد المساهمات : 984 نقاط : 2873 تاريخ التسجيل : 25/05/2009
| موضوع: 1. نياحة أنبا كيرلس الأول بابا الإسكندرية الـ 24 الثلاثاء يوليو 10, 2012 1:59 pm | |
| 2. نياحة كلستينوس بابا رومية.
1ـ فى هذا اليوم من سنة 160 ش ( 27 يونيه سنة444 م ) تنيح الأب العظيم عمود الدين، ومصباح الكنيسة الأرثوذكسية، القديس كيرلس الأول البابا الإسكندرى والبطريرك الرابع والعشرون.
كان هذا القديس ابن أخت البابا ثاوفيلس البطرك الـ23، وتربى عند خاله فى مدرسة الإسكندرية، وتثقف بعلومها اللاهوتية والفلسفية اللازمة للدفاع عن الدين المسيحى والإيمان الارثوذكسى القويم. وبعد أن نال القسط الوافر من هذه العلوم، أرسله خاله إلى دير القديس مقار فى البرية، فتتلمذ هناك على يد شيخ فاضل اسمه صرابامون، وقرأ له سائر الكتب الكنيسة، وأقوال الآباء الأطهار، وروض عقله بممارسة أعمال التقوى والفضيلة مدة من الزمان. ثم بعد أن قضى فى البرية خمس سنوات، أرسله البابا ثاوفيلس إلى الأب سرابيون الأسقف الفاضل، فإزداد حكمة وعلماً وتدرب على التقوى والفضيلة. وبعد ذلك أعاده الأسقف إلى الإسكندرية، ففرح به خاله كثيراً، ورسمه شماساً، وعينه واعظاً فى الكنيسة الكاتدرائية وجعله كاتباً له. فكان إذا وعظ كيرلس، تملك قلوب سامعيه ببلاغته وفصاحته وقوة تأثيره، ومنذ ذلك الحين أشتهر بكثرة علمه وعظم تقواه وقوة تأثيره فى تعليمه.
ولما تنيح خاله البابا ثاوفيلس فى 18 بابه سنة 128ش ( 15 أكتوبر سنة 412م )، أجلسوا هذا الأب موضعه فى 20 بابه سنة 128ش (17 أكتوبر سنة 412م )، فاستضاءت الكنيسة بعلومه، ووجه عنايته لمناهضة العبادة الوثنية، والدفاع عن الدين المسيحى. وبدأ يرد على مفتريات الامبراطور يوليانوس الكافر فى مصنفاته العشرة، التى كانت موضع فخر الشباب الوثنيين، بزعم أنها هدمت أركان الدين المسيحى. فقام البابا كيرلس بتفنيدها بأدلته الساطعة وبراهينه القاطعة وأقواله المقنعة، وطفق يقاوم أصحاب البدع حتى تمكن من قفل كنائسهم والاستيلاء على أوانيها ثم أمر بطرد اليهود من الإسكندرية، فقام قتال وشغب بين اليهود والنصارى. وتسبب عن ذلك اتساع النزاع بين الوالي وهذا القديس العظيم، الذى قضت عليه شدة تمسكه بالأداب المسيحية وتعاليمها، أن يقوم بنفسه بطلب الصلح مع الوالي الذى رفص قبول الصلح، ولذلك طال النزاع بينهما زماناً.
ولما ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية، الذى تولى الكرسى فى سنة 428 م، فى أيام الامبراطور تيودوسيوس الثانى الذى أنكر أن العذراء هى والدة الإله. اجتمع لأجله مجمع مسكونى مكون من مائتى أسقف بمدينة أفسس، فى عهد الامبراطور تيودوسيوس الثانى الشهير بالصغير، فرأس القديس كيرلس بابا الإسكندرية هذا المجمع، وناقش نسطور
وأظهر له كفره، وهدده بالحرم والإقصاء عن كرسيه إن لم يرجع عن رأيه الفاسد، وكتب حينئذ الاثنى عشر فصلاً عن الإيمان المستقيم، مُفنداً ضلال نسطور. وقد خالفه فى ذلك الأنبا يوحنا بطريرك أنطاكية، وبعض الأساقفة الشرقيين منتصرين لنسطور، ولكنهم عادوا إلى الوفاق بعد ذلك، وانتصر كيرلس على خصوم الكنيسة. وقد وضع كثيراً من المقالات والرسائل القيمة مثبتاً فيها " أن اللـه الكلمة طبيعة واحدة ومشيئة واحدة وأقنوم واحد متجسد " . وحرم كل من يفرق المسيح، أو يخرج عن هذا الرأى. ونفى الامبراطور نسطور فى سنة 435م إلى البلاد المصرية، وأقام فى أخميم حتى توفى فى سنة 440م
ومن أعمال البابا كيرلس الخالدة، شرح الأسفار المقدسة. ولما أكمل سعيه مرض قليلا وتنيح بسلام، بعد أن أقام على الكرسى الإسكندرى أحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام.
صلاته تكون معنا. آمين.
2ـ وفيه أيضاً تنيح البابا العظيم كلستينوس أسقف مدينة رومية
( 27يولية سنة 432م )، وكان هذا القديس تلميذاً للقديس بونيفاسيوس أسقف رومية، وعند نياحته أوصى أن يكون الأب كلستينوس بعده. ثم أوصاه قائلاً: " تحفظ يا ولدى فلابد أن يكون فى رومية ذئاب خاطفة ". وكان هذا الأب راهباً فاضلاً عالماً، فلما تنيح بونيفاسيوس فى 4 سبتمبر سنة 422م، رسموا كلستينوس مكانه فى 10 سبتمبر سنة 422م فى أيام الإمبراطور هونوريوس. وقد مات هذا الإمبراطور فى رافين بفرنسا فى سنة 423م، ولما أراد أحد الأباطرة أن يجعل نسطور بطريركاً على رومية، ويطرد كلستينوس البابا القديس قام الشعب وطرد نسطور، ولكن الإمبراطور يوليانوس حقد عليه، فخرج هذا القديس إلى أحد الأديرة القريبة
من المدن الخمس، وأقام فيه مدة وأجرى اللـه على يديه عجائب كثيرة. ثم ظهر له الملاك روفائيل فى حلم قائلاً: " قم اذهب إلى أنطاكية إلى بطريركها القديس ديمتريوس، وأقم عنده لان الإمبراطور قرر فى نفسه أن يقتلك عند عودته من الحرب ". فلما استيقظ خرج من الدير وكان معه اثنان من الاخوة، وأتى إلى أنطاكية فوجد بطريركها القديس مريضاً، وروى له ما حدث وأقام فى أحد الأديرة عنده. ثم ظهر القديسان إغناطيوس وبونيفاسيوس، ومعهما شخص آخر مهيب للإمبراطور فى حلم وقالوا له: " لماذا تركت مدينة القديسين بلا أسقف. هوذا الرب ينزع نفسك منك، وتموت بيد عدوك ". فقال لهم: " ماذا أفعل " فأجابوه قائلين: "أتؤمن بابن اللـه " فقال: " نعم أؤمن " فقالوا له: " أرسل إلى ولدنا الأسقف، وأرجعه إلى كرسيه مكرماً " فلما استيقظ كتب إلى بطريرك أنطاكية ديمتريوس، يسأله أن ُيعرف رسله بمكان كلستينوس ويعيده إلى كرسيه. فوجدوه وأعادوه إلى كرسيه بكرامة عظيمة وتلقاه الشعب بفرح وسرور، واستقرت الكنيسة بوجوده.
ولما جدف نسطور واجتمع عليه المجمع لم يقدر كلستينوس أن يحضره بنفسه لمرضه فأرسل قسين برسالة يحرمه فيها. وكان الإمبراطور راضياً بقول نسطور إلا أنه خضع لقرار المجمع ونفى نسطور إلى مصر. ولما أراد الرب أن يخرج القديس كلستينوس من هذا العالم، ظهر له بونيفاسيوس سلفه وأثناسيوس الرسولى وقالا له: " أوصى شعبك، لان المسيح يدعوك إليه " فلما استيقظ أوصى شعبه قائلاً: "سيدخل فى هذه المدينة ذئاب خاطفة ". ولما قال هذا أردف قائلاً: " أنى أمضى لأن القديسين يطلبوننى ". ولما قال هذا تنيح بسلام.
" صلاته تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين "
| |
|