منتديات البابا كيرلس السادس
اهلاا وسهلاا

بالزائرين فى منتدى البابا كيرلس
منتدى البابا كيرلس فى انتظار

تسجيلك

مشركاتك موضيعك

المسيح يكون معاك
منتديات البابا كيرلس السادس
اهلاا وسهلاا

بالزائرين فى منتدى البابا كيرلس
منتدى البابا كيرلس فى انتظار

تسجيلك

مشركاتك موضيعك

المسيح يكون معاك
منتديات البابا كيرلس السادس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات البابا كيرلس السادس


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرحمة والقسوة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
meret
المدير العام
المدير العام
meret


عدد المساهمات : 984
نقاط : 2873
تاريخ التسجيل : 25/05/2009

الرحمة والقسوة Empty
مُساهمةموضوع: الرحمة والقسوة   الرحمة والقسوة Emptyالأحد يوليو 22, 2012 6:03 pm

إن الرحمة هي أول ما يركز عليه إخواننا المسلمون من صفات الله عز وجل‏,‏ فأول آية في الفاتحة هي "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"‏.‏ وهذه قد تكررت في آيات قرآنية كثيرة‏.‏ وبها يبدأ المسلم خطابه أو مقاله متذكرًا كل يوم رحمة الله‏.‏

ويقول أيضا: "رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ" (المؤمنون 118), "وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" (الاعراف 151) ويقول ايضا: "وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (الاعراف 23).

ولكنه يعرف في نفس الوقت أنه "لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ" (هود 43).

إذن كما أن الله رحيم, ينبغي أن يكون البشر رحماء.

نفس الكلام عن الرحمة موجود في المسيحية. ولذلك فالمسيحي يقول في بدء صلاته كل يوم ارحمني يا الله كعظيم رحمتك، ونص الآية هو: "اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ" (سفر المزامير 51: 1). يقول في نهاية الصلاة إرحمنا يا الله ارحمنا، ونص الآية هو: "ارْحَمْنَا يَا رَبُّ ارْحَمْنَا" (سفر المزامير 123: 3). ويقرأ في الإنجيل: طوبي للرحماء فإنهم يرحمون, طوبي للودعاء, طوبي لصانعي السلام.. ونص الآيات هو: "طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ.. طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ.. طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ" (إنجيل متى 5: 7، 5، 9).

ومن أهمية الرحمة يقول الرب في الكتاب المقدس: "أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً" سفر هوشع 6: 6؛ إنجيل متى 9: 13؛ 12: 7). ويقول أيضًا: "لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ.. إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 19، 20). ويقول عن الأشرار: "هُمْ قُسَاةٌ لاَ يَرْحَمُونَ" (سفر إرميا 50: 42).

إذن الأمر واحد. الله رحيم, ويريدنا أيضا أن نكون رحماء. أما القساة فهم الذين لا يرحمون.

حقا إن رحمة الله فوق الوصف, لا مثيل لها. فإلهنا في حنوه وإشفاقه, يقدر ظروف الإنسان وطبيعته الضعيفة, فيرحم. إنه لم يصنع معنا حسب خطايانا, ولم يجازنا حسب آثامنا, لأنه يعرف أننا تراب نحن, تثيره الريح فيتحول إلي غبار في الجو. ويصبر الله عليه تهدأ الريح فيستقر.

أما البشر فإنهم قساة, ولذلك ما أجمل وأعمق ما قاله داود النبي أقع في يد الله, ولا أقع في يد إنسان, لأن رحمة الله واسعة. لعل هذا يشبه ما قاله الشاعر العربي:

عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوَّت إنسانٌ فكدت أطير

إنه أمر محزن أن الإنسان يكون أحيانا كالوحوش, حينما يغضب, أو ينتقم ويأخذ بالثأر.

حقا إن قسوة الإنسان معروفة منذ البدء, حين قام أخو هابيل عليه وقتله.

للأسف كثيرا ما يكون الإنسان متعطشا إلي الدم يطلب دم غيره, ويفرح به إن سفك هناك قوة غاضبة وحاقدة داخل نفس الإنسان تريد أن تتنفس! ولا يهمها كيف!

هناك نوع من الأمراض النفسية يسمي (السادية) sadism ويعني التلذذ بآلام الغير. وهنا تظهر معاملة الذين يثأرون من غيرهم, فيعذبون عدوهم بأنواع عذابات كثيرة قبل أن يقتلوه. وما أبشع قول شخص يعزم أن يقتل عدوه, فيقول له في غيظ وقسوة: أريد أن أشرب من دمك!! أليس هذا لونا من الوحشية يعيش فيها القساة!

والعجيب أن مثل هذا القاتل يفتخر بما فعله شاعرًا بقوته وقدرته.

يا أخي إنك إن قتلت من يعاديك, تحسب نفسك قويًا! ولكنك إن عفوت عنه فإنك تكون نبيلًا، والنبل بلا شك أسمي وأعلي وأرقي خلقًا.

إن وجود الدم في الإنسان علامة حياته. وهكذا بسفك دمه تنتهي حياته. لما كانت الحياة بيد الله (فهو الذي "يُمِيتُ وَيُحْيِي") (سفر صموئيل الأول 2: 6)، إذن فالله هو ولي الدم. لا يسمح أبدا بأن يسفك الدم عبثا أو ظلما. وقد قال في الكتاب المقدس: سافك دم الإنسان, بيد الإنسان يسفك دمه. أي بيد الإنسان الموكل له من الله أن يسفك دم سافك الدم, أو يأمر بذلك.

وحفاظا علي دم الإنسان, أمر الله قائلا لا تقتل, ووضع الله الرحمة في قلوب البشر لو استجابوا هم لهذه الرحمة. أما إذا لم يستجيبوا وقتلوا غيرهم, فإن الله سوف يطالبهم بدم أخيهم المقتول منهم, ويقول للقاتل: صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض.

بل أكثر من هذا فإن الله الرحيم أمر بالرفق بالحيوان وعدم أذيته.

وهكذا توجد جمعيات للرفق بالحيوان. ويوجد أطباء يتخصصون في الطب البيطري للعناية بالحيوان, ومعالجته إذا مرض. ومعروف ضمنا أن الإنسان الذي يشفق علي حيوان, فإن مشاعره لا تسمح له بإيذاء إنسان.

ما أشد قسوة بعض المتدينين في معاملتهم للخطاة, أو من يظنونهم خطاة, بعبارات جارحة, ويظنون أن هذه غيرة مقدسة وشهادة للحق! وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وما أشد عنف بعض الصحف التي تهاجم الغير, وبخاصة الذين لا يملكون الدفاع عن أنفسهم. فتتناولهم بكل سخرية وإهانة وتشهير...

وإذا كان الله سبحانه قد أمر بعدم القتل, فهناك نوع آخر من القتل النفسي عن طريق الإذلال والإهانة والتشهير والتحطيم الاجتماعي وجرح الشعور والاحتقار والإهانة. وكل ذلك تكون مثل سم يدخل داخل النفس. وإني أعجب من الذين يفرحون جدا بنشر الفضائح أيا كانت... فضائح مالية أو اجتماعية أو جنسية ويرون ذلك لونًا من التفوق الصحفي!!

إن الله الذي ستر غالبية الناس, ولم يكشف كل ضعفاتهم أمام الآخرين, هو نفسه يطالب البشر الذين يكشفون غيرهم ويعاملونهم بالخشونة والعنف وبالقسوة والتعالي, يطالبهم جميعا بالرفق بغيرهم.

وعدم محاولة تجريح الغير, وكذلك بالبعد عن الطريقة المنفرة في معاملة الآخرين... مهما قدموا تبريرات كثيرة لما يفعلون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرحمة والقسوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات البابا كيرلس السادس :: منتدي البابا شنودة :: قسم كتب ومقالات واسئله البابا شنودة-
انتقل الى: