meret المدير العام
عدد المساهمات : 984 نقاط : 2873 تاريخ التسجيل : 25/05/2009
| موضوع: تاملات فى القطعة الاولى لصلاة النوم من الاجبية المقدسة الأحد أغسطس 05, 2012 12:53 pm | |
| فى بداية قطع صلاة النوم تبدا الكنيسة بجذب انتباهك لان الغالبية منا حين يركز تفكيره فى امر ما تجده يسرح و لا يدرى بما يدور حوله و يكون وعيه غائبا وهكذا اغلب الناس مشغولة بالعالم و الكل هائم و سارح تفكيره فى امور العالم ولذلك تجد اغلبهم تنطبق عليهم الاية القائلة “لهم اعين و لا يبصرون و لهم اذان و لا يسمعون” .اذا ركزنا فى هذه الاية نجدها تنطبق على شخص سرحان و لا يركز فيما يدور حوله وبذلك لا يرى و لا يسمع ما يدور حاله لانه اغلق على نفسه فى عالم اخر مشغول به و لذلك فان تلك الاية تنطبق علينا جميعا فقد جعلنا تركيزنا و تفكيرنا كله فى الارضيات و غاب وعينا و ادراكنا عن التفكير فيما يدور حولنا من الامور الروحية و اصبحنا فى اللاوعى و اللاادراك من جهة السماويات و الروحيات .و هنا الكنيسة قبل النوم فى قطع صلاة النوم تريد ان توقظنا و ان تلفت نظرنا لما يدور حولنا و تبدا الكنيسة بعرض ثلاث مشاهد روحية صعبة امامنا قبل ان ننام حتى نستيقظ و ننتبه 1- مشهد الدينونة (هوذا أنا عتيد أن أقف أمام الديان العادل ) 2- حالتى الروحية الرديئة (مرعوبا ومرتعبا من كثرة ذنوبي ) 3- العقاب المتوقع بناء على تلك الحالة (لأن العمر المنقضي في الملاهي يستوجب الدينونة) وبالطبع فان من يسمع عن ذلك العقاب و هو نائم غفلان يبدا فى الانتباه لما سينتهى اليه مصيره بعد حياة طويلة فى الخطية و اول ما سيدور فى عقله ان يسال و ما هو الحل ؟ و لذلك وضعت كنيستنا الارثوذكسية الحل فى نفس القطعة (لكن توبي يا نفسي مادمتِ في الأرض ساكنة ) و تؤكد على هذا الحل و تنفى وجود اى حل اخر وتشدد الكنيسة على ان تكون التوبة مستمرة و لا تقف عند لحظة معينة لان التوبة فى الفكر الارثوذكسى هى حياة و ليست لحظات و لذلك تطلب الكنيسة منا التوبة ما دمنا فى الارض ساكنين اى طوال حياتنا .ارجوك اخى و اختى ان تسمع لذلك النداء الذى تردده الكنيسة فى اذنك قبل ان تنام (لكن توبي يا نفسي مادمتِ في الأرض ساكنة ).ومن الطبيعى بعد هذا الكلام ان يكون رد فعل من يسمعه اما ان يسال كيف اتوب توبة حقيقية ؟ او يكون له رد فعل اخر و هو ان يؤجل توبته.ولذلك ياتى رد الكنيسة على الحالتين فى جملة واحدة (، لأن التراب في القبر لا يسبح. وليس في الموتى من يذكر، ولا في الجحيم من يشكر. بل انهضي من رقاد الكسل وتضرعي إلى المخلص بالتوبة قائلة: اللهم ارحمني وخلصني ) فى الرد على سؤال كيف اتوب توبة حقيقية تقول الكنيسة" لأن التراب في القبر لا يسبح. وليس في الموتى من يذكر، ولا في الجحيم من يشكر" ان التوبة الحقيقية تكون فى الصلاة" والصلاة تتكون من اربع خطوات (التسبيح و التذكر و الشكر و التضرع من اجل الرحمة و خلاص النفس) و فى الرد على من يؤجل التوبة ترد الكنيسة وتحذر من التاجيل " لأن التراب في القبر لا يسبح. وليس في الموتى من يذكر، ولا في الجحيم من يشكر " خطوات الصلاة الاربعة كما تعلمها لنا الكنيسة الارثوذكسية كنيسة الآباء القديسين من خلال قطع صلاة النوم v الخطوة الاولى هى التسبيح : تسبيح الرب يرفع حواسى الى حيث يقف الشاروبيم و الكاروبيم و يجعل حواسى حواس روحانية تسمو فوق العالم و رغباته الدنسة الباطلة. و كما يقول القديس جيروم "ان النسور و الطيور لا يمكن ان تلدغها العقارب و التعابين ما دامت تحلق فى السماء كذلك نحن ايضا لا يمكن ان يضرنا الشيطان الحية القديمة ما دامت حواسنا مرتفعة تطير فى السماويات و الروحانيات ولكن الخطر يذداد حين نقترب الى الارضيات والجسدانيات" v الخطوة الثانية هى التذكر :اى جمع العقل و افكاره فى وقت الصلاة و حصرهم فى التفكير فقط فى محبة الرب و فى الابدية و التفكير فى الرب يرفع عقلى اليه و الى محبته ويوقف تفكيرى عند الصليب فيجعلنى و انا اصلى اتامل فى محبته الابدية و موته و الآمه و يجعلنى اتامل فى رحمته و طول اناته و يضع حدا لتفكيرى فلا يخرج الى التفكير فى الشر و الخطية اثناء الصلاة بل يكرس الفكر فى الرب و هنا العقل يسبى من محبة الرب و يقول له مع بطرس "فاجابه سمعان بطرس يا رب الى من نذهب كلام الحياة الابدية عندك "يو 6 : 68 وهنا يحب العقل الصلاة و يرددها بفرح روحى عجيب و تكون احلى اوقات اليوم بل اوقات الحياة كلها هى اوقات الصلاة و الوجود بقرب الحبيب الابدى رب المجد يسوع المسيح و بتكرار الصلاة يبدا العقل يحتقر الامور الارضية و يبعد عنها v الخطوة الثالثة هى الشكر : الشكر هنا يشمل كل معانى الشكر .الشكر على عطايا الرب و هى تاتى بعد التذكر او التفكير فى الرب كما قلنا فى الخطوة السابقة .اى شخص يفكر فى محبة الرب تجده بعدها يشكره على ذلك الحب الغير محدود و المعنى الاخر للشكر هو سر الافخارستيا اى سر التناول المقدس وهو ايضا ياتى نتيجة طبيعية للتذكر او التفكير فى محبة الرب. لان من يفكر فى محبة الرب تجده يريد ان يتحد و يحتضن ذلك الذى احبه حب ابدى و هذا يكون فى سر الافخارستيا اى سر الشكر وفيه تكون اعمق الصلوات و من يصلى فى بيته و مخدعه و لا يتحد بالرب فى سر الافخارستيا يكون جهاده غير قانونى "و ايضا ان كان احد يجاهد لا يكلل ان لم يجاهد قانونيا"2تي 2 : 5 .لان قوتنا الروحية التى بها نصلى و نركع مصدرها هو الرب الذي قال " انا الكرمة و انتم الاغصان الذي يثبت في و انا فيه هذا ياتي بثمر كثير لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا "يو 15 : 5 و كما يقول ايضا القديس بولس الرسول "ان الله هو العامل فيكم ان تريدوا و ان تعملوا من اجل المسرة" في 2 : 13. و ان صلى انسان دون ان يكون مواظبا على سر التناول فصلاته ضعيفه و غير ثابته لان الرب قال " من ياكل جسدي و يشرب دمي يثبت في و انا فيه" يو 6 : 56 يالك من كنيسة روحانية يا امى يا ارثوذكسية تعلمينى التوبة بالصلاة و كما يقول ابى القديس اسحق السريانى"من يظن ان للتوبة بابا اخر غير الصلاة فهو مخدوع من الشياطين" و ترفعينى يا امى من عمق خطيتى الى الاتحاد بالرب فى سر الافخارستيا.ترفعينى من حقارتى و طين الخطية الى حضن الرب .كم احبك يا كنيستى يا امى ؟ كم تكون غلاوتك فى قلبى يا كنيسة الاباء القديسين ! v الخطوة الرابعة هى التضرع و الانسحاق و طلب الرحمة و خلاص النفس فقط اقول لمن يصلى فى اى مكان و خاصة فى الكنيسة ان القديسين فى الكتاب المقدس يعلمونا كيف نصلى و كيف يكون الوقوف امام الرب و اقول هذا فقد استهان الناس بقداسة الكنيسة و استهانوا بلحظات الوقوف امام الرب فى الصلاة وقد نسى الناس ان الكنيسة مكان للتضرع و زرف الدموع و التوبة ففى الوقت الذى يصلى فيه القديسين بدموع تجد الناس تضحك و تحكى و تكثر الكلام و فى الوقت الذى يلبس فيه القديسين مسوحا و يضعوت ترابا على راسهم من شعورهم بالندم على الخطية تجد نساء المسيحيين يلبسون كل ما هو قصير و ضيق وعارى و اسالهم هنا و اقول هل هذا تضرع ؟ و كيف ستطلب تلك المراة التوبة و الرحمة وهى تستهين بالوقوف امام الرب ؟و اسال ايضا هؤلاء النسوة و اقول اى تضرع و انسحاق فى جسد عارى ووجه ملطخ برسوم ابليس وكأنه تمثال و صنم موجود فى الكنيسة يعرضه ابليس لمن يرغب فى السجود له؟ و اقول لهم انظروا كيف كان يصلى القديسين بتضرع و انسحاق و انكسار امام الرب ابراهيم ابو الآباء : - "فاجاب ابراهيم و قال اني قد شرعت اكلم المولى و انا تراب و رماد" تك 18 : 27 نحميا البار : - "و في اليوم الرابع و العشرين من هذا الشهر اجتمع بنوا اسرائيل بالصوم و عليهم مسوح و تراب" نح 9 : 1 باروخ النبي : - "قد خلعت حلة السلام و لبست مسح التضرع اصرخ الى الازلي مدى ايامي با 4 : 20 حزقيا الملك والبار : - "فلما سمع الملك حزقيا ذلك مزق ثيابه و تغطى بمسح و دخل بيت الرب 2مل 19 : 1 دانيال النبي و الرجل المحبوب : - " فوجهت وجهي الى الله السيد طالبا بالصلاة و التضرعات بالصوم و المسح و الرماد " دا 9 : 3 ان كان ابراهيم ابو الاباء و دانيال النبى و باروخ النبى و حزقيا الملك البار يصلون هكذا فكم يجب ان ننسحق نحن الاكثر خطية و فجورا من هؤلاء القديسين الابرار الانسحاق و الانكسار يجب ان يكون فى كلامنا و مشاعرنا و ملابسنا و تعبيرات وجوهنا لان خطايانا ثقيلة جدا و ايضا اقول اسمعوا ارشادات القديسين فى الصلاة و التوبة "من اجل ذلك تنطقوا بمسوح الطموا و ولولوا لانه لم يرتد حمو غضب الرب عنا "ار 4 : 8 و يقول ايضا "يا ابنة شعبي تنطقي بمسح و تمرغي في الرماد .."ار 6 : 26 و يقول القديس يوئيل النبي ""و مزقوا قلوبكم لا ثيابكم و ارجعوا الى الرب الهكم .." يؤ 2 : 13 و الكنيسة تطلب منا نفس الشيئ فى الصلاة فى قطع صلاة النوم (بل انهضي من رقاد الكسل وتضرعي إلى المخلص بالتوبة قائلة: اللهم ارحمني وخلصني ) تبدا فى طلب النهوض من النوم و لكن ليس كل من ينهض من نومه يصلى لذلك فهى تطلب الصلاة بعد النهوض و لكن ليس كل من ينهض و يصلى يطلب الرحمة لذلك تحدد لنا ما نطلبه فى الصلاه وهو طلب الرحمة و خلاص النفس فقط و لم تطلب منا شيئا اخر نصلى من اجله سوى طلب الرحمة لانه لا يوجد شيئ يستحق لنا ان نطلبه سوى الرحمة و الخلاص واقول كيف يطلب مجرم يقف امام القاضى اكل او شرب او ملابس او غنى و لا يطلب اولا الرحمة و البراءة و العفو من القاضى و كما يقول ابى القديس اسحق السريانى "لا تطلب فى الصلاة شيئا غير التوبة " ليتنا جميعا و انا اول الخطاة نبدا جميعنا فى الصلاة بتلك الخطوات بالتسبيح و التفكير فى محبة الرب و الشكر و التضرع و طلب رحمة الرب وان نلتزم بذلك فى كل صلواتنا كل حين حتى يرحمنا و يجعل لنا نصيبا مع القديسين سامحونى على طول الكلام و سوف نكمل تاملاتنا فى قطع صلاة النوم فى مشاركات قادمة و اخيرا ارجوكم ان تصلوا من اجلى | |
|