الأمن والقساوسة وأئمة المساجد يتدخلون لحسم الخلاف حول ديانة عجوز المنيب المتوفيصابر مشهور - هيثم رضوان -
علمت « الشروق» أن المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام وقيادات مباحث أمن الدولة بالتعاون مع مجموعة من المشايخ والقساوسة فى منطقة المنيب نجحوا فى إحباط محاولة للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين الشهر الماضى حول دفن جثمان لمواطن لخلاف حول ديانته
وأوضحت المعلومات أن المواطن فؤاد أديب صليب إبراهيم توفى، وتسلم جثمانه الأقباط وصلوا عليه داخل الكنيسة وأسجى الجثمان طوال الليل تمهيدا لدفنه فى الصباح وبعدها تم نقل جثمانه بطريقة حضارية وتفاهم تام من جانب القساوسة إلى المسجد لأداء صلاة الجنازة عليه ودفنه فى مقابر المسلمين.
وانتقلت «الشروق» إلى مكان الواقعة وتبين أن المشايخ والقساوسة اتفقوا فيما بينهم على تحكيم القضاء وتحديد ما إذا كان المتوفى مسلما أم مسيحيا.
تلقى اللواء محسن حفظى مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة بلاغا يفيد وجود تجمهر من المسلمين حول أحد المنازل بمنطقة المنيب، ويمنعون قسا وراهبة من الخروج من أحد المنازل.
ووفقا للبلاغ فإن المواطن فؤاد أديب صليب إبراهيم «60عاما» لفظ أنفاسه الأخيرة داخل شقته التى يسكن فيها وحيدا وليس له زوجة أو أبناء وتوفى شقيقه من قبله، ولا يوجد له عائل سوى أبناء المنطقة.
وأضاف البلاغ أن الأهالى شاهدوا القس فوزى منسا كاهن كنيسة مار جرجس بالمنيب وراهبة وشمامسة يدخلون إلى منزل المواطن وعندما تم الاستعلام منهم عن سبب حضورهم أبلغوا الأهالى بوفاة المواطن إلى رحمة الله، وأنهم بصدد نقل جثمانه إلى الكنيسة لأداء الصلاة عليه ودفنه فى مقابر المسيحيين. فاعترض المسلمون وصمموا على عدم خروج الجثمان.
وطبقا لراوية شهود عيان فإن مشايخ المساجد المجاورة حضروا والتقوا القس، فأظهر لهم بطاقة المواطن ثابت فيها أن ديانته المسيحية، لكن المشايخ أبلغوهم أنه أشهر إسلامه منذ أكتوبر عام 2004 بموجب شهادة إشهار الإسلام من الأزهر، وتفاهم الطرفان، واتفقا على أن يتم نقل الجثمان إلى الكنيسة، على أن يتم تحكيم القضاء فى الأمر، وبالفعل تم تحرير محضر فى قسم الشرطة، وقدموا طلبا للنائب العام عبدالمجيد محمود مرفقا به شهادة إشهار إسلام المتوفى تحت اسم فؤاد أديب عبدالله.
وخلال الليل أدى المسيحيون صلاة الجنازة على المتوفى داخل نعش عليه صلبان، وفى الصباح صدر قرار النائب العام باعتبار المتوفى مسلما طبقا لشهادة إشهار إسلامه، فقام كاهن الكنيسة بنقل الجثمان إلى مستشفى أم المصريين بنعشه، وهناك قام المشايخ بنقل الجثمان فى نعش المسلمين، وقرروا أن تتم صلاة الجنازة فى مسجد خارج المنيب احتراما لمشاعر إخوانهم الأقباط، ثم دفنوا الجثة فى مقابر المسلمين.
وقال أحد أئمة المساجد ــ الذى فضل عدم ذكر اسمه ــ إن مباحث أمن الدولة لعبت دورا كبيرا فى احتواء الموقف بالحكمة وأنه كان هناك تفاهم كامل مع القساوسة، حيث اتفقنا معهم على أنه سواء تم دفن الجثمان فى مقابر المسلمين أو المسيحيين فإن الجثمان فانٍ، وديانة المتوفى أمر يخص الله سبحانه وتعالى فقط.
وأضاف أن المشايخ قاموا بتهدئة الأهالى، وتوعيتهم بأن الكلمة الأولى والأخيرة للقانون ورجال القضاء، فاقتنع المسلمون بذلك، وفى اليوم التالى تم إخبارنا بنقل الجثمان إلى مستشفى أم المصريين حيت تسلمه المشايخ وصلوا عليه ودفنوه فى مقابر المسلمين.
بينما قال القس فوزى منسا كاهن كنيسة مارى جرجس لـ«الشروق» إنه غير مخول للحديث فى الموضوع، وطلب الاتصال بمطرانية الجيزة لاختصاصها بالتحدث مع وسائل الإعلام.
تاريخ نشر الخبر : 02/08/2009