المسيح هو الطريق والحق والحياة والقيامة والراعي الصالح وباب الخراف والبداية والنهاية والالف والياء وخبز الحياة ونور العالم.وبالتالي فهو بداية الطريق ونهايته، وهو علامات الطريق وهو الوسيلة على الطريق وهو الرفيق في الطريق وهو غاية الطريق وهو الباب للمدخل إليه وهو أيضا الباب المؤدي من آخره الى النهاية السعيدة، اذن فهو الطريق والطريقة والوسيلة والغاية معا.وبما أن المسيح هو الطريق وهو صاحب الطريق وهو الغاية ايضا، لذلك فهو أعجب طريق إذ تحب الطريق وصاحب الطريق، وأن يكون "الطريق" نفسه عبارة عن شخص يمسك بالسائرين ومن ثم لا يعني هؤلاء أن يصلوا ومتى يصلوا ما دام هو الهدف بذاته. الله هو الهدف وهو الوسيلة فنصل الى الله بالله نفسه، ووصف البعض بأنهم أحبوا الطريق خلوا من المسيح !! ولذلك يؤكد الرب: "أنا هو الطريق" أي انتبهوا لئلا يخدعكم أحد بأنه موجود في نهاية الطريق ومن ثم نبحث عما يصلنااليه !. ولكن لكي تصل الى الله عليك أن تتحد به، وأن تكون المسيرة بكاملها وجود أو وقوف دائم في حضرته. "سيروا في النور ما دام لكم النور "أنا هو نور العالم".
ومن مشجعات الطريق:
ان الله هو الذي يدفع نفقته، فهو الداعي "تعالوا الي.." "هلموا اليّ" وأي وعد منه يحمل في داخله القدرة على التنفيذ والكلفة ذاتها. وأن حلاوة الطريق تجتذب الشخص ذاته وتفصله عن ماضيه وما حوله وتلصقه بالأكثر بالرب، فهو حلو وكله مشتهيات. وعندما نضعف أثناء المسيرة يعضدنا بزيارات النعمة ويشبعنا من دسمه.وعندما نفقد القدرة على السير يحملنا كأطفال ويدللنا "على الركب تحملون". واذا شخنا يجدد مثل النسر شبابنا. وقد تركلنا رصيدا هائلا من النصرة على الشيطان والعالم والخطية حيث ترك لنا كل ذلك مهزوما لأجلنا ومن ثم يمكننا التعامل مع الحروب التي تواجهنا. والذي يثابر ينجح "الذي يصبر الى المنتهى هذا يخلص" ولكن يجب الانتباه الى أن الصبر في حد ذاته ليس فضيلة ولكن الكيفية التي نسلك بها في الصبر هي التي تحدد ذلك. ثم تتحول الضيقات والاحزان مع الوقت الى لذة والى بركة "اسر في الضيقات".
"ولكن في هذه جميعا يعظم انتصارنا بالذي أحبنا"
الانبا مكاريوس أسقف عام المنيا وابو قرقاص