أسبوع الخطايا.. هذا هو الوصف الأكثر تعبيراً عن حال الأسبوع الأخير. ففي هذا الأسبوع سقط رجلان من كبراء مصر وسادتها، في خطايا ما كان لهما أن يسقطا فيها، ولهذا كان سقوطهما أعلي صوتاً من دوي المدافع. الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب، كانت سقطته في الولايات المتحدة الأمريكية.. والدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب سقط في الـB.B.C! في أمريكا سقط »الفقي« ثلاث سقطات.. أولاها عندما لم يحتمل رأياً مخالفاً لرأيه حول واقع أقباط مصر، فغضب وثار وراح يوزع اتهامات بالعمالة والخيانة لكل من يخالفه الرأي. والسقطة الثانية عندما راح يؤكد بكل أدوات التوكيد التي تزخر بها اللغتان العربية والإنجليزية أن عصر مبارك هو أزهي عصور الأقباط. أما سقطته الثالثة فكانت إجابته الصادمة عن سؤال يقول: هل تقبل أن يكون لمصر رئيس قبطي؟، حيث رد مسرعاً »لا«.. وهذه الإجابة سقطة تصل لحد الخطيئة السياسية.. لماذا؟.. لأن الدكتور »الفقي« بإصابته تلك كشف أنه يفكر بمنطق الإخوان المسلمين الذين أعلنوا صراحة رفضهم لتولي قبطي رئاسة مصر! والسؤال هنا: كيف يتفق الدكتور مصطفي الفقي، وهو المثقف المستنير ليبرالي الهوي مع جماعة سياسية ذات نظرة أحادية متطرفة؟.. وكيف يتفق »الفقي« و»الإخوان« في الرؤي وهما أعداء علي طول الخط خاصة بعد أن خاض معهم حرباً طاحنة في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة عندما اسقط مرشحهم وحقق فوزاً وصفه الإخوان بأنه جاء علي أسنة التزوير! ومن يعرف الدكتور الفقي يدرك بأن الرجل كان قادراً علي إجابة أكثر دبلوماسية من رده بالنفي.. فكان بإمكانه أن يرد قائلاً بأن الفيصل في انتخاب رئيس الجمهورية هو برنامجه الانتخابي وليس ديانته.. أما أن يقول إنه لا يقبل أن يكون رئيس الجمهورية قبطياً فتلك سقطة تصل لحد الخطيئة. وكانت سقطة الدكتور سرور لها علاقة بالشأن القبطي أيضاً فرئيس مجلس الشعب لمدة 19 عاماً متصلة والوزير السابق وأحد واضعي دستور 1971 والأستاذ الجامعي الكبير، ورجل القانون الأشهر في مصر قال لـB.B.C إنه لا يوجد تمييز ضد الأقباط في مصر وأن الأقباط بعيدون عن السياسة لأنهم يفضلون البيزنس! وهذا الكلام يكشف أن الدكتور سرور بينه وبين الشارع المصري حجاب وبينه وبين الحياة السياسية قطيعة طويلة، فلو كان مطلعاً علي المشهد السياسي الحالي لكان قد لاحظ أن كل أحزاب المعارضة علي اختلاف أطيافها تضم في صفوفها الأولي أقباطاً. ليس هو فقط فلو طالع الحركات الاحتجاجية التي يموج بها الشارع المصري لعرف أن علي قمة أقوي هذه الحركات، وهي حركة كفاية، رجل اسمه جورج اسحق. وفوق هذا هناك 16 قبطياً في مصر ينطبق عليهم جميعاً شروط الترشح لرئاسة الجمهورية.. فلو أجريت انتخابات رئاسية غداً فإن 4 أحزاب في مصر يحق لها ترشيح أحد أعضاء هيئتها العليا لرئاسة مصر، وهي أحزاب الوفد والتجمع والغد والوطني، وضمن الهيئات العليا لهذه الأحزاب الأربعة يوجد 16 قبطياً. في الوفد يوجد منير فخري عبدالنور سكرتير عام الحزب ورمزي زقلمة مساعد رئيس الوفد وسامح مكرم عبيد سكرتير مساعد الوفد وعضوا الهيئة العليا للحزب رضا إدوار والدكتور رفعت كامل.. وجميعهم تنطبق عليهم شروط الترشح لرئاسة مصر. ذات الشروط تنطبق أيضاً علي ثلاثة أقباط أعضاء بالأمانة العامة لحزب التجمع، وهم عريان نصيف عضو المكتب السياسي وإكرام لبيب عضو الأمانة المركزية ووجيه شكري عضو الأمانة العامة. وفي حزب الغد تنطبق شروط الترشح لرئاسة الجمهورية علي خمس قيادات قبطية بالحزب، وهم: نجيب جبرائيل نائب رئيس حزب الغد للشئون الدولية وفوزي جيمس هيدرا نائب رئيس »الغد« للشئون الخارجية ورضا فانوس مساعد رئيس الحزب للصناعات ومجدي فكري مسئول لجنة الإعلام وجميعهم أعضاء في الهيئة العليا لحزب الغد. أما الحزب الوطني فهناك 4 أقباط في هيئته العليا. إذن في مصر حالياً 16 قبطياً يمكنهم خوض انتخابات الرئاسة. سألت المستشار محمد الدكروري عضو مجلس الشعب وأمين القيم والشئون القانونية بالحزب الوطني: هل هناك مانع قانوني أو دستوري يحول دون أن يرشح قبطي نفسه لرئاسة مصر فقال: لا. وأضاف: شروط الترشح لرئاسة الجمهورية كما حددها الدستور والقانون لم تشترط أن يكون المرشح منتمياً لدين معين، وبالتالي فالديانة ليست حائلاً أبداً ضد من يريد الترشح لرئاسة الجمهورية.